top of page
بحث
  • Hamzeh Halawani

وداعاً لحرقة المعدة مع العلاج الفعال لفتق الحجاب الحاجز


حرقة المعدة وأسبابها


متطلبات الحياة تتغير دائماً ويتغير معها أسلوب ونمط الحياة الصحي، فالوجبات الجاهزة والدسمة وتناول المشروبات الغازية بشراهة والتدخين الذي يتغلغل بين كل الفئات العمرية ومحبي المأكولات الحارة دون توقف، مضافاً إلي كل ذلك الكسل والخمول فنجد السمنة المفرطة لدي العديد من الأشخاص، كل تلك الأسباب تؤدي إلي حرقة المعدة أوما يعرف بإسم حموضة المعدة، هذا الإسم يحمل معاني معروفة تماما لدي الكثير من الأشخاص وإن كنت لا أبالغ إن قلت كل الأشخاص، ويظهر هذا الألم بعد تناول وجبة دسمة أوعند الاسترخاء والنوم علي هيئة حرقة شديدة قد يطفو معها حمض المعدة إلي الفم مسبباً ألآم مزعجة وكحة شديدة وقد يجد طريقه إلي الجهاز التنفسي فيتسبب في التهاب الجهاز التنفسي بمستويات متفاوتة، وقد يكون هذا الألم موجود لدي البعض بصورة مزمنة نتيجة بعض الأمراض مثل التهاب المعدة وزيادة إفراز الحامض المعدي والإرتجاع المعدي المريئي والإصابة بعدوي البكتريا الحلزونية ( الهيلكوباكتر) وفتق الحجاب الحاجز،

وقد يؤدي تغيير نمط الحياة إلي التخفيف أوالقضاء علي حرقة المعدة مثل الإقلاع عن التدخين وتجنب المشروبات الكحولية والغازية والتقليل من التوابل والمواد الحريفة ووضع الوسادات العالية أثناء النوم وتناول وجبات صغيرة متعددة علي مدار اليوم بدلاً من الوجبات الكبيرة بالإضافة إلي تجنب الوجبات الجاهزة والدسمة، كما يلجأ بعض الأشخاص إلي تناول الأدوية للتخفيف من حدة حرقة المعدة مثل تناول مضادات الحمض أوحاصرات H2 ومثبطات البروتون، إلا أنه في بعض الأحيان قد يفشل علاج الحرقة بالرغم من تناول الأدوية فتصبح الحياة جحيماً في ظل وجود هذا الألم، وقد تظهر العديد من الأعراض الجانبية نتيجة استخدام هذه الأدوية علي مر سنوات طويلة، ولعل الأمر الأخطر في هذا الجانب إثبات بعض الدراسات الحديثة أن أدوية مثبطات البروتون لها علاقة بتزايد معدل الوفاة إثر تناولها لفترات طويلة فهي تؤثر علي القلب والكلى والمخ، الأمر الذي لابد أن لا يتغافل عنه الأطباء والمؤسسات الصحية خاصة أن هناك ملايين من البشر تعتمد بشكل أساسي علي هذه الأدوية في علاج حرقة المعدة لمدة سنوات.


فتق الحجاب الحاجز


ومن بين تلك الأمراض المسببة للحرقة هو فتق الحجاب الحاجز وهو عبارة عن ضعف في أنسجة عضلة الحجاب الحاجز ومن ثم اتساع الفتحة التي يمر من خلالها المرئ لكي يتصل بالمعدة بواسطة صمام المرئ السفلي والذي يعتبر البوابة لدخول الطعام أثناء البلع ثم يقفل ليحول دون وصول حامض المعدة إلي المرئ، وفي حالة الفتق يحدث عبور وانزلاق لأجزاء من المعدة داخل التجويف الصدري فيتسبب في فقد قوة صمام المرئ وارتداد الحامض وإفرازات المعدة إلي المرئ وهذا ما يسمي بفتق الحجاب الحاجز الإنزلاقي وهو الأكثر شيوعاً، وهناك نوع أخر للفتق يسمي فتق الحجاب الحاجز المجاور للمرئ ويعد الأكثر خطراً وفيه يكون الفتق في الحجاب الحاجز بعيد عن ممر المرئ فيحدث اندفاع وبروز للجزء العلوي من المعدة خلاله إلي داخل تجويف الصدر وينتج عنه ضغط علي المرئ والأعضاء الأخرى بالقفص الصدري علي حسب حجم جزء المعدة المندفع


الفتق في الحجاب الحاجز






وتعود أسباب فتق الحجاب الحاجز إلى:


· ضعف واسترخاء أنسجة عضلة الحجاب الحاجز والذي يزداد بتقدم العمر ولذلك تعد نسبة وجوده كثيرة بعد عمر الخمسين.

· زيادة ضغط تجويف البطن كما في الحمل مما يفسر ارتفاع نسبة إصابة السيدات به عن الرجال.

· زيادة ضغط تجويف البطن في حالات السمنة ومرضى الاستسقاء نتيجة الفشل الكبدي وفي حالات الكحة المستمرة والإمساك المزمن.

· العيوب الخلقية لدي الأطفال.

بعض المصابين بالفتق لا يوجد لديهم أعراض معينة أوقد يوجد إحساس طفيف بالألم في منطقة أعلي المعدة على فترات متباعدة، أما هناك البعض منهم يشتكي من أعراض متعددة مثل:


· ارتجاع الحمض مما يسبب الحرقة الشديدة ويزداد مع الاسترخاء والنوم.

· نوبات من الإنتفاخ والتجشؤ.

· الإحساس بطعم الحمض أوطعم مراري داخل الفم.


وهؤلاء المرضى غالباً ما يلجأون إلى الأدوية المذكورة سابقاً لتهدئة هذه الألآم، في حين يوجد البعض الأخر ممن لديهم أعراض شديدة للفتق ووجود مضاعفات ارتجاع الحمض ممن يحتاجون إلى التدخل الجراحي الفعال لعلاج فتق الحجاب الحاجز وعلاج المضاعفات، هؤلاء الأشخاص تصاحبهم بعض الأعراض المزمنة مثل:


· ألآم مبرحة في منطقة الصدر والظهر نتيجة ضغط المعدة داخل التجويف الصدري.

· صعوبة في التنفس وصعوبة في البلع.

· الإحساس بالثقل الدائم في منطقة الصدر.

· حدوث مضاعفات ارتجاع حمض المعدة مثل التهاب مزمن بالمرئ قد يؤدي إلي تحول الخلايا الطبيعية به إلى خلايا سرطانية.

· تقرحات في المرئ نتيجة تعرض جداره للحمض والذي يؤدي إلى أنيميا نقص الحديد المزمنة، والتهاون بعلاج تلك التقرحات يؤدي إلى حدوث ثقوب بالمرئ.

· ضيق الجزء السفلي للمرئ مع زيادة تعرضه لحمض المعدة والذي يؤثر بشكل كبير في عملية البلع.

· تزامن الفتق مع الأشخاص الأصغر سناً والأكثر عرضة لحدوث أعراض جانبية مزمنة جراء تناول الأدوية على مدي الحياة.

· التهابات الجهاز التنفسي مثل التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي نتيجة ارتداد الحمض داخل القصبة الهوائية.

· التواء أجزاء من المعدة داخل الفتق وانحسارها مما يؤدي إلى إختناقها واحتقانها وهي أخطر مضاعفات الفتق الحجابي.


كل هذه الأعراض الخطيرة لابد أن تُعالج بشكل فوري بالتدخل الجراحي لعلاج فتق الحجاب الحاجز بعد تشخيصه بأشعة باريوم وهي مادة ملونة يتم ابتلاعها ثم تصوير المريض بالأشعة فيُلاحظ وجود مسار غير طبيعي للمعدة داخل القفص الصدري، كما يستخدم المنظار التشخيصي عن طريق الفم لتشخيص فتق الحجاب الحاجز وتشخيص مضاعفات ارتجاع الحمض مثل التهابات المرئ والتقرحات والأورام،


العلاج الجراحي للفتق


يتم بإجراء عملية نيسين والتي تعد ثورة في عالم جراحة المناظير، هذه العملية هي الأكثر انتشاراً وأماناً في علاج الفتق وحرقة المعدة لأسباب عديدة:

· إجراء العملية بالمنظار الجراحي مما يؤهل المريض نفسياً لتقبل العملية لقلة المضاعفات التي تنجم عن العمليات الجراحية المفتوحة.

· تعد من عمليات اليوم الواحد حيث يخرج المريض من المستشفي في نفس اليوم.

· تعد نسبة نجاح عملية نيسين أكثر من ٩٥٪ وهي نسبة تحمل الأمل الكبير لآلاف المرضى.

· تفادي وجود الجروح الكبيرة الناتجة عن العمليات الجراحية والتي تلزم وقتا للالتئام وذلك بعمل ثقوب صغيرة في جدار البطن باستخدام المنظار الجراحي.

· يعود المريض إلى ممارسة حياته الطبيعية وإلى عمله بعد أسبوع واحد من العملية.

· تلاشي الأعراض تماماً بعد العملية وعدم وجود مضاعفات تذكر باستثناء معاناة بعض المرضى من انتفاخات وتجشؤات لكن سرعان ما تختفي في خلال أسبوع إلى أسبوعين بعد العملية.


عملية نيسين

إجراء عملية نيسين


يتم إجراء عملية نيسين بتقنية عالية فبعد التخدير الكلي للمريض يتم إدخال المنظار الجراحي عن طريق ٤ فتحات صغيرة في جدار البطن لا تتعدي ١ سم، ثم الوصول إلي المعدة وتسليك الجزء العلوي منها ووصولاً إلي مكان الفتق يتم العمل علي تصغير فتحة الحجاب الحاجز وترتيق مكان الفتق بالغرز الجراحية وقد تستخدم شبكة في حالة الفتق الكبير، كما يتم العمل علي تهيئة صمام سفلي للمرئ عن طريق لف الجزء العلوي للمعدة حول المرئ ثم تثبيته بالغرز الجراحية، وهذ الصمام من شأنه إحكام أسفل المرئ بدرجة معينة بحيث يمنع ارتجاع الحمض ومكونات المعدة إلي المرئ، وبعد العملية يبدأ المريض بالتدرج في تناول السوائل ثم المأكولات السلسة خفيفة القوام إلي أن يتعافي تماما ويستطيع تناول الطعام بشكل طبيعي بعد أسابيع،



هناك بعض العمليات الجراحية الأخري لعملية الفتق إلا أن عملية نيسين مازالت هي أكثر العمليات الموصي بها بشدة والتي يستعيد بعدها المريض حياة طبيعية خالية من هذه الحرقة المؤلمة دون مضاعفات للعملية وهذا هو سر شعبية وانتشار هذه العملية.

تمنياتنا لكم دائما بدوام الصحة والعافية ونسعد أن نكون جزء من تخفيف ألامكم وتقديم المساعدة بكل حب.






للاستشارة الرجاء الاتصال على رقم 00962796888297

٣٤٬٣٠٠ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page